إنّ فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو أكثر أنواع فقر الدم شيوعًا، وهناك العديد من الاسباب التي تؤدي إلى نقص معدن الحديد في الجسم. ونظرًا للدور الهام الذي يلعبه الحديد في جسم الإنسان، فإن نقصه يعتبر من المشاكل التي لا يجب إهمالها. ومن خلال السطور القادمة سنبين أهم أسباب نقص معدن الحديد في الجسم.
يحتاج الجسم إلى الحديد من أجل إنتاج الهيموجلوبين. وعندما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من الحديد ينخفض مستوى الهيموجلوبين في خلايا الدم. وبالتالي يصبح الدم غير قادرٍ على حمل كمية الأوكسجين الكافية لاحتياجات الجسم. مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض والمؤشرات التي تتفاوت شدتها بتفاوت نسبة النقص. كما تتعرض النساء في سن الإنجاب لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد. وذلك نتيجة فقدان الحديد في الدّم بسبب غزارة الدورة الشهريّة أو بسبب الحمل والولادة. وقد يتسبب النظام الغذائيّ غير الصّحي أو بعض الأمراض المعوية التي تؤثر على كيفية امتصاص الجسم للحديد، في الإصابة بنقص الحديد أيضا.
اسباب نقص الحديد في الجسم
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الشخص يعاني من نقص في الحديد. وتشمل هذه الأسباب كلاً مما يلي:
- عدم تناول كميات كافية من الحديد: يتسبب تناول كمية قليلة جدًا من الحديد لفترةٍ زمنيّةٍ طويلةٍ بحدوث نقصٍ بكميته في الجسم. وتحتوي الأطعمة، مثل: اللحوم، والبيض، وبعض الخضار الورقية على نسبةٍ عاليةٍ من الحديد. ونظرًا لأهمية الحديد في فترة النمو والحمل، فقد تحتاج النساء الحوامل والأطفال الصّغار إلى المزيد من الأطعمة الغنية بالحديد في نظامهم الغذائي.
- الحمل أو فقدان الدم بسبب الحيض: نزيف الحيض الغزير هو سببٌ شائعٌ لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد لدى النساء في سن الإنجاب. كما يحتاج جسم المرأة خلال فترة الحمل إلى المزيد من الحديد من أجل إنتاج ما يكفي من الأكسجين للطفل.
- النزيف الداخلي: يمكن أن تسبب بعض الحالات الطبية نزيفًا داخليًا، الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص الحديد. تشمل الأمثلة قرحة المعدة، أو الأورام الحميدة في القولون أو الأمعاء، أو سرطان القولون. كما قد يؤدي الاستخدام المنتظم لبعض مسكنات الألم، مثل الأسبرين، إلى حدوث نزيفٍ في المعدة أيضا.
- عدم القدرة على امتصاص الحديد: يمكن أن تتسبب بعض الاضطرابات أو العمليات الجراحية التي تؤثر على الأمعاء في كيفية امتصاص الجسم للحديد. حيث تحدّ الاضطرابات الهضمية وجراحة الأمعاء، مثل المجازة المعدية، من كميّة الحديد التي يمتصّها الجسم.
- بطانة الرحم: يؤدي الانتباذ البطاني الرحمي إلى فقدانٍ شديدٍ للدم أثناء فترات الحيض.
- الوراثة: تتسبب بعض الاضطرابات الهضمية الوراثية بالحد من قدرة الجسم على امتصاص كمية ٍكافيةٍ من الحديد. كما قد تساهم حالاتٌ وراثيةٌ أخرى في الإصابة بنقص الحديد عن طريق التسبّب في نزيفٍ شديدٍ. تشمل الأمثلة مرض فون ويلبراند والهيموفيليا.
أعراض نقص الحديد في الجسم
يمكن أن تشمل أعراض نقص الحديد المتوسطة إلى الشديدة ما يلي:
- التعب العام.
- الضعف.
- شحوب في لون الجلد.
- ضيقٌ في التنفس.
- الدوخة.
- شعور بالوخز أو الخدر في الساقين.
- تورمٌ وألمٌ في اللّسان.
- برودة اليدين والقدمين.
- تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- الأظافر الهشة.
- الصداع.
عوامل الخطر لنقص الحديد في الجسم
قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بنقص الحديد من غيرهم، وتتضمن عوامل الخطر الفئات التالية:
- النساء في سن الإنجاب.
- النساء الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من نظامٍ غذائيٍّ فقيرٍ بالحديد.
- الأشخاص الذين يتبرعون بالدم بشكلٍ متكررٍ.
- الرضع والأطفال، وخاصة أولئك الذين ولدوا قبل الأوان، والذين يعانون من طفرةٍ في النمو.
- النباتيون الذين لا يستبدلون اللحوم بأطعمةٍ أخرى غنيةٍ بالحديد.
- المراهقون الذين يحتاجون إلى كمياتٍ أكبر من الحديد في فترات النمو السريع.
- البالغون الذين تجاوزا سن 65 عام.
- الأشخاص المعرضين لمادة الرصاص في البيئة المحيطة بهم أو في المياه.
- الرياضيون الذين يمارسون رياضاتٍ تحتاج إلى الجهد والقدرة على التحمل مثل عدائي الماراثون.
المضاعفات الصحية لنقص الحديد في الجسم
قد يؤدي إهمال نقص الحديد الشديد في الجسم ذلك إلى مشاكل صحية تشمل كلاً مما يلي:
- تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها: يؤدي نقص الحديد إلى الإصابة بفقر الدم، ويتعين على القلب في هذه الحالة ضخّ المزيد من الدم لتعويض انخفاض كمية الأكسجين. مما قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب. وفي الحالات الشديدة قد تسبب بقصور القلب أو تضخم القلب.
- مضاعفات الحمل: ففي الحالات الشديدة من نقص الحديد، قد يولد الطفل قبل الأوان أو بوزنٍ منخفضٍ.
- تأخر النمو عند الرضع والأطفال: قد يعاني الرضع والأطفال المصابون بنقصٍ حادٍّ في الحديد من تأخرٍ في النمو والتطور، كما أنهم أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى.
علاج نقص الحديد في الجسم
تعتمد طريقة علاج نقص الحديد على مدى خطورة المشكلة وسببها في المقام الأول. وفيما يلي بعض خيارات العلاج:
- تناول مكملات الحديد: يمكن أن تساعد أقراص الحديد في استعادة مستويات الحديد في الجسم، ويجب تناول أقراص الحديد على معدةٍ فارغةٍ، مما يساعد الجسم على امتصاصها بشكلٍ أفضل.
- النظام الغذائي: يمكن أن تساعد الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الأغذية التالية في علاج أو منع نقص الحديد: اللحوم الحمراء، الخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة، الفواكه المجففة، المكسرات والحبوب المدعمة بالحديد.
- معالجة السبب الكامن وراء النزيف: لن تساعد مكملات الحديد كثيرًا إذا كان النزيف الزائد يسبب النقص في الحديد، فقد يصف الطبيب حبوب منع الحمل للنساء اللاتي يعانين من غزارة الدورة الشهرية، الأمر الذي قد يقلل من كمية نزيف الحيض كلّ شهرٍ. أما إذا كان النزيف ناتجًا عن إصابةٍ أو تمزقٍ أو مشكلةٍ داخليةٍ أخرى، فقد تكون هناك حاجةُ لإجراء عمليةٍ جراحيةٍ لوقف النزيف.
- في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي نقل خلايا الدم الحمراء أو الحديد في الوريد إلى تعويض فقدان الحديد والدم بسرعة.
كيفية الوقاية من نقص الحديد في الجسم
عندما يكون سبب نقص الحديد هو عدم كفاية تناول الحديد، يمكن الوقاية منه عن طريق اتباع نظام غذائيٍّ غنيٍّ بالأطعمة الغنية بالحديد وفيتامين C. وتتضمن هذه الأطعمة كلاً مما يلي:
- اللحوم، مثل لحم الضأن والدجاج ولحم البقر.
- الفاصوليا.
- بذور اليقطين والقرع.
- الخضر الورقية، مثل السبانخ.
- الزبيب والفواكه المجففة الأخرى.
- البيض.
- المأكولات البحرية، مثل البطلينوس والسردين والجمبري والمحار.
- الفواكه مثل البرتقال والجريب فروت والفراولة والكيوي والجوافة والبابايا والأناناس والبطيخ والمانجو.
- البروكلي.
- الفلفل الأحمر والأخضر.
- القرنبيط.
- الطماطم.
وفي ختام المقال يجدر التأكيد على أهمية استشارة الطبيب عند الشك بالإصابة بنقص الحديد في الجسم، ويجب عدم تشخيص نقص الحديد وعلاجه بشكلٍّ فرديٍّ لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة كمية الحديد في الدم، الأمر الذي قد يسبب مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك الإمساك وتلف الكبد أيضًا.