تتعدد الأمراض التي تصيب العين، حيث تتراوح درجة الإصابة بين البسيطة التي يمكن علاجها بالمنزل، والإصابة الشديدة التي تحتاج لرعاية صحية مثل التهاب العنبية، الناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي في العين، يمكن أن تحدث الإصابة جراء بعض أنواع العدوى، أو الخضوع لعمل جراحي في العين. كما يصنف التهاب العنبية ضمن قائمة الأمراض العينية المزمنة، حيث يصيب محتويات العين. ويستدعي المتابعة الطبية المستمرة لسنوات عديدة قد تطول مدى الحياة. ماهو التهاب العنبية وماهي الأسباب والعلاج.
يمكن أن يكون المرض في حالة مستقرة وقد تتفاقم الحالة بمرور الوقت عبر هجمات فجائية دون سابق إنذار. كما يحدث أن يظهر المرض ويزول دون ترك آثار ضارة، لكن الأمر يتطلب المتابعة الطبية لبضع سنوات للتأكد من حدوث الالتهاب لمرة واحدة فقط. فما هو التهاب العنبية أسباب وعلاج وطرق الوقاية منه سنتعرف على ذلك بالتفصيل عبر مقالنا.
أنواع التهاب العنبية وأعراضها
توجد عدة أنواع لالتهاب العينية تبعًا لموضعها التشريحي في العين، ومن أبرز تلك الأنواع:
- أمامي: وهو النوع الشائع لالتهاب العنبية، يحدث تأثيرًا على القزحية وعلى الجسم الهدبي أحيانًا، يتمركز الالتهاب في هذا النوع بحجرة العين الأمامية.
- متوسط: تكون الإصابة في ذلك النوع من الالتهاب في الجسم الهدبي والمنطقة المحيطة به. ما يسبب الالتهاب في منطقة الهلام الزجاجي.
- خلفي: تتركز الإصابة فيه على منطقة المشيمة، وقد يحدث تأثيرًا على الشبكية المجاورة نتيجة الاتصال المباشر بها.
- التهاب العنبية الشامل: في كثير من الحالات تتركز الإصابة بالأجزاء الثلاثة للعنبية، ويسمى ذلك بالتهاب العنبية الشامل.
تختلف أعراض التهاب العنبية باختلاف تمركز الالتهاب. فالتهاب العنبية الأمامي والمتوسط يحدثان احمرارًا وألمًا في العين، بالإضافة إلى الحساسية الزائدة من الضوء، كما يسبب ضبابية الرؤية. أما التهاب العنبية الخلفي تصاحبه عادةً أعراض غريبة تتمثل برؤية الذباب الطائر، بالإضافة إلى التفاوت في حدة الإبصار تبعًا لحجم الإصابة وتمركزها. قد يحدث الالتهاب في عين واحدة فقط، أو في العينين معًا. وقد يأتي بشكل فجائي وحاد، أو يكون مزمنًا في بداية تدريجية تطول بعد ذلك. كما يمكن أن تحدث هجمات متواترة.
أسباب التهاب العنبية
هناك العديد من الأسباب المؤدية للالتهاب داخل العين، والتي قد تسبب فقدانًا للبصر في بعض الحالات الخطيرة. ومن أبرز تلك الأسباب:
- أمراض المناعة الذاتية: يحدث التهاب العنبية في أغلب الحالات نتيجة خطأ في عملية التحديد التي يمارسها الجهاز المناعي، كعملية تحديد الهوية طوال اليوم. حيث يتفحص الجهاز المناعي مكونات الجسم ويختار منها ما ينتمي إليه ويحميه من الهجوم. كما يحدد المكونات التي عرفت من قبل جهاز المناعة بأنها أجسام غريبة لتهاجم في وقت لاحق، حيث تدمر عبر عملية التهابية تسبب الأخطاء فيها إلى ردات فعل مناعية ذاتية نتيجة عمل الجهاز المناعي ضد محتويات الجسم ذاته.
- العدوى الجرثومية: قليل ما يحدث التهاب العنبية من عدوى بكتيرية أو طفيلية أو فيروسية أو طفيلية، والتي يدخل فيها العامل الملوث إلى العين بشكل مباشر. تحدث تلك الحالات بعد عملية جراحية في العين، أو في حالات قليلة جدًا ناتجة عن إنتان دموي.
علاج التهاب العنبية
عادةً يعالج التهاب العنبية بالأدوية المثبطة للالتهابات، وفي حال الشك بوجود مسبب للتلوث تعطى الصادات الحيوية المتنوعة. وفي الحالات الشديدة يحتاج الأمر إلى عملية جراحية. ومن أهم طرق المعالجة نذكر ما يلي:
- العلاج بالستيروئيدات: يعتمد العلاج المضاد للالتهاب على الستيروئيدات التي تعطى بشكل موضعي مثل القطرات، أو الأقراص عبر الفم، أو عن طريق الوريد.
- العلاج بالكيميائي: يشمل العلاج الكيميائي على الميثوتريكسات، وأزاثيوبرين، التي تجنب المريض من حدوث مضاعفات العلاج الشديدة بالستيروئيدات. كما تستخدم تلك المضادات بجرعات أعلى لمرضى السرطان قد تصل إلى 1000 ضعف الجرعة المعطاة لمرضى التهاب العنبية.
- معالجة مضاعفات التهاب العنبية: كمعالجة الزرق بواسطة القطرات المتنوعة، وفي حال عدم الاستجابة للمعالجة الدوائية، يلجأ للعلاج بالعمليات الجراحية. لكن يجب إيقاف الالتهاب لبضعة أشهر قبل إجراء العملية الجراحية.
تشخيص التهاب العنبية
إن تشخيص التهاب العنبية ليس معقدًا، حيث يمكن ذلك من خلال زيارة دكتور العيون عبر جهاز الفحص العادي” المصباح” ذو الفلعة الذي يستعمله الطبيب عادةً. عند الفحص المبدئي يحدد الطبيب حدة الالتهاب ومدى الضرر على العين.
بعد تشخيص الإصابة بالالتهاب، يتوجب تحديد فيما إذا كانت الإصابة ناجمةً عن مرض في العين، أو أنها ناتجة عن ظاهرة المناعة الذاتية التي تشمل: التهابات المفاصل، ومرض بهجت، وساركويد. بالإضافة إلى ذلك يفضل إجراء الفحوص المخبرية لمعرفة خصائص أمراض المناعة الذاتية، ونفس وجود عوامل ملوثة.
طرق الوقاية من أمراض العين
من الصعب حماية العين بشكل كامل من الأمراض، لكن من الممكن اتباع بعض الإرشادات للمحافظة على صحة النظر، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض العين. ومن أهم تلك الإرشادات:
- الكشف عن عوامل خطر الإصابة بأمراض العين: العوامل الوراثية من أكبر العوامل التي تؤثر في ظهور المرض. ففي حال إصابة أحد أفراد العائلة بأمراض العين، يجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية والقيام بالفحوص الدورية باستمرار.
- ضبط سكر وضغط الدم: الضغط والسكر من أكثر الأمراض التي تؤثر على صحة العين في حال عدم ضبطها. وفي حال الإهمال تحدث بعض المضاعفات التي تؤثر على مستوى العين، كاعتلال الشبكية والتنكس البقعي، بالإضافة إلى تضرر الأوعية الدموية المسؤولة عن التروية للعين نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
- الانتباه لعلامات الإصابة بأمراض العين: من المهم جدًا استشارة الطبيب عن ملاحظة أي علامات غير طبيعية في العينين مثل: ازدواجية الرؤية، صعوبة الرؤية في الضوء الخافت، الرؤية الضبابية. لأن تلك الأعراض تدل على وجود مشاكل صحية تشكل خطورةً عاليةً على العين.
- إجراء الفحوص الدورية للعين: من الضروري إجراء فحص دوري للعيون للتأكد من سلامة النظر، وعدم تطور المشكلة في حال وجدت. فعند بلوغ سن الـ 40 يتوجب فحص العي. كما أنه من الجيد إجراء الفحص كل 2-4 سنوات لمن هم في سن بين 40-55 سنةً. ولمن بلغ 65 عامًا يفضل إجراء الفحص كل سنة.
- اتباع نظام غذائي صحي: كشفت الدراسات أن تناول الأغذية الغنية بفتيامين ج وفيتامين ه والزنك والحمض الدهنين وأوميغا 3 يقلل من التعرض للإصابة بأمراض العين.
تعتبر أمراض العين من الأمراض الشائعة التي تصيب كافة الفئات العمرية. فالعين هي من الأجزاء الحساسة في جسم الإنسان وينبغي الاهتمام فيها تجنبًا لحدوث أي مضاعفات ناتجة عن إصابتها.