بحث كامل عن التصحر يتناول هذه المشكلة البيئية العالمية التي تعاني منها الكثير من الدول في كافة أنحاء العالم. فالتصحر بالتعريف هو عبارة عن تحول أرض كانت خصبة وصالحة للزراعة إلى أرض قاحلة أو شبه قاحلة. كما يعدّ التصحر من أخطر المشكلات التي تواجه العالم.
حيث بإمكاننا أن نعرف التصحر بأنه انحدار في الإنتاج الزراعي للأرض أو تراجع وفقدان خصوبة الأرض وتعرضها للجفاف والتدهور في المساحات شبه القاحلة والقاحلة مما يسبب الجفاف وفقدان الغطاء النباتي والتنوّع الحيوي بها. مما يؤدي إلى فقدان التربة السطحية وبالتالي عدم قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة البشرية والحيوانية.
علاوة على ذلك، يحدث التصحر نتيجة لأسباب عديدة منها تغيّر المناخ والأنشطة البشرية التي تخل بالبيئة. سنتطرق إلى ذلك من خلال بحث كامل عن التصحر مع المراجع جاهز للطباعة نتعرف من خلاله ماهي حالات التصحر وما أسبابه وكيف بإمكاننا علاج التصحّر. وستتعرف على كل ذلك من خلال مقالنا التالي.
بحث كامل عن التصحر مع المراجع جاهز للطباعة مقدمة خاتمة
هناك الكثير من الأبحاث التي تناولت التصحر كمشكلة تهدد الحياة على الأرض. حيث وصفته الأبحاث بأنه “التحدي البيئي الأكبر في عصرنا”. كما يزيد التغير المناخي الأمر سوءًا. علاوة على ذلك يعد كل من سوء زراعة الأراضي والاستخدام غير المستدام للمياه بالإضافة إلى تغير المناخ من أهم العوامل التي أدت إلى ارتفاح نسبة التصحر في العالم.
مراجع بحثية عن التصحر
توصلت المراجع البحثية إلى العديد من الإحصائيات الخاصة بالتصحر. حيث توصلت إحداها إلى أن الأراضي الجافة تشكل مايزيد عن ٤٠ في المائة من سطح الأرض. كما ينتشر خطر التصحر على نطاق واسع ويمتد إلى أكثر من ١٠٠ دولة. علمًا أنه إذا حل التصحر بمكان يرفع من نسبة الفقر فيه.
علاوة على ذلك إن أكثر من ٧٥ في المائة من مساحة الأرض تدهورت بالفعل وفقًا لأطلس التصحر العالمي التابع للمفوضية الأوربية.
مقدمة بحث عن التصحر
ينص التعريف الرسمي للأمم المتحدة على أن التصحر هو تدهور التربة في المناطق الجافة نتيجة لعوامل مختلفة منها المناخية بالإضافة إلى العوامل الجوية ومنها البشرية والحيوانية كزراعة الأراضي بشكل خاطئ والرعي الجائر.
خاتمة بحث عن التصحر
إنّ الحفاظ على البيئة من جميع ما يخل توازنها هو السبيل الوحيد لمعالجة التصحر وغيره من مشاكل البيئة وهو الأمر الحتمي الذي لا مفر منه إذا أردنا أن تستمر الحياة على سطح الأرض. لذلك يتوجب علينا الالتزام بمكافحة التصحر والمساهمة في نشر التوعية نحو ضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها.
شاهد أيضًا: بحث عن البيئة وتعريفها
أسباب التصحر
هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى حدوث ظاهرة التصحر، وسأوضح ذلك من خلال هذا البحث الكامل عن التصحر. وأهم هذه الأسباب هي:
- المناخ
تعدّ تغيّرات المناخ من الأسباب الأساسية في حدوث ظاهرة التصحر وانتشارها. حيث تحدث تغيرات المناخ بسبب انخفاض هطول الأمطار، وزيادة نسبة التبخر، وتغيّر سرعة و اتجاه الرياح، مما يؤثر على النظام البيئي والمجتمعات فيه. كما يؤدي الاستخدام السيئ للأراضي في فترات الجفاف إلى جعل التصحر أكثر حدة وانتشارًا.
- انخفاض معدلات الأمطار:
تؤدي قلّة الهطولات المطرية و حدوث مواسم الجفاف الشديدة المتعاقبة في بعض الأماكن كجنوب أاريقيا والسنغال وإثيوبيا،إلى تحوّل الأراضي الخصبة إلى أراضٍ قاحلة وتحويل التربة إلى تربة غير منتجة.
- الأنشطة البشرية (من أخطر العوامل)
حيث يعد كل من أساليب الزراعة الخاطئة،وقطع الأشجار وممارسة الحرث الغير سليم للتربة، وزراعة التربة الفقيرة بالعناصر الأساسية من الممارسات الجائرة التي يقوم بها الإنسان مسببة تدهور التربة وبالتالي حدوث التصحر.
- الرعي الجائر:
حيث يعد الرعي الجائر من أهم المشكلات التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة التصّحر، فوجود الكثير من الحيوانات التي تمارس الرعي الجائر في مناطق معينة، يؤدي إلى فقدان الغطاء النباتي منه ويودي بالمنطقة إلى التصحر.
- قطع الأشجار
يسبب قطع الأشجار وإزالتها اختلالًا في التوازن البيئي والتصحر، وبالتالي انعدام الحياة.
- السحب العشوائي للمياه الجوفية واستنزافها.
- يعد تلوث التربة الناتج عن نفايات المصانع بالإضافة إلى زراعتها بشكل خاطئ من الأسباب الرئيسة للتصحر.
فعندما يقوم المزارع بزرع الأرض لسنوات متتالية من نفس نوع المحصول وعدم تطبيقه الدورات الزراعية المناسبة يؤدي إلى فقر هذه التربة بالعناصر المغذية المعدنية والحيوية. فهناك العديد من المحاصيل التي يجب إدخالها في الدورة الزراعية لأنها تحوي المركبات التي تغذي التربة وتحميها من استنزاف عناصرها ومنها البقوليات.
شاهد أيضًا: أسباب تلوث البيئة وحلولها من أبرز أسباب التلوث البيئي وأضراره
حالات التصحر
إن حالات التصحر ودرجة خطورتها تختلف باختلاف المناطق وباختلاف العلاقة بين الإنسان والبيئة. أما أنواعها بالتسلسل فهي:
- تصحر خفيف
ويحدث عند تدمير أوتلف الأتربة السطحية والغطاء النباتي. وهذا النوع لايؤثر باختلال التوازن البيئي لأنه مازال بسيطًا.
- تصحر معتدل
وهو تلف بدرجة متوسطة في النباتات وتدهور بالتربة يؤدي إلى تشكل الكثبان الرملية والأخاديد الصغيرة وتملّح التربة مما يسبب تراجعًا ملحوظًا في الإنتاج بنسبة ١٠-١٥ % وقد يصل تراجع الإنتاج حتى ٢٥%. وذلك كما هو الحال في بعض مناطق في مصر.
- تصحر شديد
ويكون بانتشار الشجيرات والحشائش غير المرغوبة على حساب الأنواع المرغوبة والمستحبّة مما يسبب تراجع الإنتاج بنسبة تصل إلى ٥٠%.
- تصحر شديد جدًا
حيث تتكون الكثبان الرملية الكبيرة بالإضافة إلى العديد من الأخاديد والأودية وتملح التربة وهو النوع الأخطر في حالات التصحر.
شاهد أيضًا: بحث مختصر عن الكوكب الحار بحث عن الكوكب الحار في المجموعة الشمسية
الفرق بين الصحراء والتصحر
الصحراء هي ظاهرة مناخية وجغرافية تحدث في المناطق القاحلة نتيجة ظروف الطقس المعادية للحياة النباتية والحيوانية كارتفاع درجات الحرارة وقوة الرياح وقلة الأمطار أو انعدامها في هذه المناطق. حيث يعرض انعدام النباتات سطح الصحراء إلى عمليات التعرية. حيث يعد ثلث سطح اليابسة في العالم قاحلًا أو شبه قاحلٍ.
إلا أن التصحر هو تدهور جزئي أو كلي لعناصر الأنظمة البيئية بحيث تكون هذه الأرض صالحة للزراعة في البداية ومن ثم تبدأ بالتدهور والتراجع شيئًا فشيئًا إلى أن يحدث التصحر وتصبح الأرض قاحلة بعد أن كانت أرضًا زراعية خصبة صالحة للزراعة.
شاهد أيضًا: بحث عن البيئة والتلوث و أنواع ملوثات البيئة حسب المصدر
علاج التصحر
بعد الحديث عن أسباب التصحر ضمن بحث كامل عن التصحر يمكننا القول بأنه من الظواهر الطبيعية التي من الممكن الحد من حدوثها. ولذلك يوجد العديد من الخطوات التي تساهم في علاج التصحر ومنها:
- إيقاف الامتداد العمراني على الأراضي الزراعية.
- سن القوانين التي تحمي البيئة من السلوكيات التي تسبب التصحر.
- علاوة على ذلك يجب التناوب في أنواع المحاصيل الزراعية المزروعة وذلك باتباع الدورات المناسبة. وذلك لأن الإكثار من زراعة المحاصيل المجهدة بشكل متتالٍ يستنزف المعادن اللازمة لها من التربة والضرورية لنمو النبات. لذلك فإن زراعة المحاصيل المتنوعة بشكل مدروس خلال السنة يوفر بعض العناصر اللازمة في تحسين بنية التربة ويقلل من التصحر
- يجب زراعة الأعشاب والأشجار المساهمة في تأمين وحماية التربة السطحية.
- كما تعد الوقاية من الرياح علاجًا مناسبًا. وذلك بزراعة صف من الأشجار مقابل اتجاه الرياح لتكون مثل الحاجز. كما يمكن زراعة بعض الأشجار ذات الأوراق الكثيفة مثل شجر العرعر والصنوبر.
- تشجيع المشاريع الزراعية المستدامة بالإضافة إلى التشجير. وقد طبقت ذلك العديد من الدول العربية كدولتي الكويت والإمارات وذلك من خلال زراعة المناطق الجافة بأشجار النخيل والسدر والصفصاف.
- الحد من إنجراف الأراضي الزراعية وإحراق الغابات ومنع قطع الأشجار.
- إرشاد المزارعين إلى طرق العناية بالتربة.
- وأيضًا توفير الموارد المائية والحفاظ عليها كبناء السدود.
علاوة على ذلك بدأت العديد من الدول بمعالجة مشكلة التصحر والحفاظ على الغطاء النباتي. ومن الدول المساهمة بذلك نذكر المملكة العربية السعودية حيث أنشأت المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر . كما اختار هذا المركز شعارًا (لنجعلها خضراء) بالإضافة إلى ذلك اهتمت الحملة بالتشجير البيئي خلال مواسم الزراعة لزيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر وتأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة والتوعية والحد من الممارسات السلبية تجاه الغطاء النباتي والبيئة.
اليوم العالمي لمكافحة التصحر
نظرًا لأهمية التصحر وضرورة مكافحته حددت الأمم المتحدة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف الذي يوافق في ١٧ حزيران من كل عام . حيث يؤكد هذا اليوم على ضرورة رفع الجهود لتجديد خصوبة التربة والأراضي المتدهورة مما يسهم في تعزيز استعادة الأراضي المتدهورة و زيادة التنمية الاقتصادية الزراعية. كما حددت المنظمة الكثير من الإجراءات التي تساهم في رفع فرص العمل وزيادة الدخل وتعزيز الأمن الغذائي. بالإضافة إلى المحافظة على التنوّع البيولوجي وتعافي المناخ من خلال امتصاص الكربون الذي يؤدي احتباسه إلى ارتفاع درجات الحرارة على الأرض. كل ذلك لإبطاء عجلة تغيّر المناخ مما يدفع نحو التعافي الأخضر ومكافحة التصحر وبالتالي تحقيق التوازن البيئي.
مراجع بحث كامل عن التصحر
عدنا من خلال هذا البحث إلى العديد من المراجع العربية والعالمية المعتمدة وأهمها:
- المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في السعودية، https://ncvc.gov.sa/
- الأمم المتحدة-اليوم العالمي لمكافحة التصحر، https://www.un.org/ar/observances/desertification-day
- أطلس التصحر العالمي التابع للمفوضية الأوربية، https://wad.jrc.ec.europa.eu/
وختامًا يؤكد مقالنا وهو بعنوان بحث كامل عن التصحر مع المراجع على أن المحافظة على البيئة وحمايتها هي مسؤولية كل فرد. فعلى كلّ منّا أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار للحد من تدمير النظام البيئي الذي يؤدي اختلاله إلى تهديد صحة كل من الحيوان والإنسان والنبات. باعتبار التصحر أمر بات يقلق العالم بأكمله لما له من أضرار وأخطار على المدى البعيد والقريب على حد سواء. لذلك يجب على كل المؤسسات في المجتمع سواء التعليمية أو الإعلامية أو الجهات الإدارية التعاون من أجل الحد من التصحر وتوعية الأفراد لمدى ضرورة المحافظة على البيئة.