يعتبر التوحيد الغاية الأساسية التي خلق الله تعالى الإنسان لأجلها التي تمثل العبادة بمفهومها البسيط. فهي من أولى وأهم الأمور التي تجعل الشخص تابعًا للدين الإسلامي. فإن كنت من المهتمين بهذه الأمور سنوضح لك ذلك في بحث كامل عن التوحيد وأقسامه. في البداية يجب أن تعلم أن التوحيد هو علمٌ من أعلى علوم الشريعة قدرًا. كما ستتعرف من خلاله على الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها. مع تعلم كيفية عبادته وفق النهج الصحيح الذي أقرّه الله على الإنسان.
وكما هو معروف أن الله عز وجل قد خصص للتوحيد مكانةً كبيرةً وهامة. حيث بعث رسله إلى البشر لدعوتهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له. ومما أكد على أهميته حجم العناء والتعب الذي عانى منه كافة الرسل وتحملوه في سبيل نشر عبادة الله الواحد الأحد. ومن أبرز الأدلة على ذلك قول الله تعالى : (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون). وعلاوةً على ذلك يمثل التوحيد وسيلةً التواصل المباشرة للإنسان مع الله سبحانه و تعالى في أي مكانٍ وزمان. الأمر الذي يجلب الراحة النفسية له ويزيل الأحزان والهموم من قلبه، ويمنحه متعة التسليم لله عز وجل.
ما هو التوحيد وأقسامه
في بداية بحث كامل عن التوحيد وأقسامه لا بد من التعرف على مفهوم التوحيد بحسب الفقه الإسلامي. وهو عبارة عن الإقرار بوحدانية الله سبحانه و تعالى وبأنه الوحيد الذي يستحق أن يتصف بصفات الاله الواحد وأسماءه. إضافةً لطرق العبادة كالصلاة والصوم والدعاء المستمر وتجنب المعاصي. في حين أن تعريف التوحيد بحسب اللغة العربية هو مصدرٌ خماسيٌّ من الفعل وحد أي يعني اعتبار الشيء واحد غير قابل للتعدد. أما بالنسبة لأقسام التوحيد فهي ثلاثة وفق الترتيب التالي:
- توحيد الربوبية: التي تعني أن الله سبحانه و تعالى وحده يختص بصفات الرب من أفعال وقدرة على التحكم بهذا الكون. وهو من يرزق الإنسان ويبتليه بالمرض ووحده القادر على شفائه، ومن أهم شروطه نطق الشهادة. أي قول أشهد أن لا إله إلا الله، وهذا ما لم يفعله الكافرون حتى بعد اعترافهم بربوبية الله تعالى فكانت جهنم مصيرًا لهم.
- توحيد الأسماء والصفات: نسب الله سبحانه و تعالى إلى نفسه مجموعةً من الصفات والأسماء، ومن ثم أقرها في كتابه القرآن الكريم. وجعل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم يبلغ المسلمين بأن الإيمان لا يكتمل إلا بعد الاعتراف بصفات وأسماء الله الحسنى. مع التأكيد على أنها لا تنسب إلا له، ومن أبرز أسماء الله تعالى (القوي ، العزيز ،الجبار، الرحمن، الرحيم).
- توحيد الألوهية: وتعني عدم التوسل والتضرع إلا لله تعالى فلا يجوز المناجاة والتوسل لغير الله تعالى. وهذا ما رفضه الكافرون وقالوا كيف لنا أن نجعل الآلهة إلهًا واحدًا فقط .
تعرف على أهمية التوحيد
تكمن أهمية التوحيد في عدة أمور إليك أهمها:
- هو طريق المسلم الواضح والحقيقي للوصول إلى الجنة، التي تمثل طموح كل مسلمٍ صالحٍ تقيٍّ يتبع للعقيدة الإسلامية الصحيحة.
- يبعث التوحيد السعادة والطمأنينة في نفس الإنسان المؤمن ويجعله على يقين بأن لا ملجأ من الله إلا إليه.
- دليل على ثبات المسلم على العقيدة الإسلامية الصحيحة كما أرادها الله سبحانه و تعالى خالية من أي أفعالٍ خاطئة، مثل التوسل عند قبور الأولياء الصالحين فهذا أمرٌ محرم.
- يعتبر التوحيد نصف الشهادتين اللتان يرددهما الإنسان عند رغبته بدخول الإسلام وإعلان إسلامه.
تعريف توحيد الربوبية بشكلٍ مفصل
لهذا القسم عدة تعريفات وهي:
- أولًا: وكما في اللغة العربية هو مشتق من فعل وحد، يوحد، توحيدًا.
- ثانيًا: التوحيد يعني النفي والإثبات بآًن واحد مثل لا إله إلا الله حيث النفي لا إله والإثبات إلا الله.
- ثالثًا: بالنسبة إلى المعنى اصطلاحًا هو الاعتراف والتأكيد بأن الله سبحانه و تعالى هو رب كل شيء في هذا الكون وخالقه والمتصرف به أيضًا، ولا يوجد من يشبهه أو يماثله.
ما هي خصائص توحيد الربوبية
توجد عدة خصائص للتوحيد ومن الضروري أن تتعرف إليها، ألا وهي:
- الإيمان الخالص والتام بالله تعالى وبأنه رب هذا الكون.
- الاعتراف بأن الله تعالى بيده جميع الأمور لكل شيء.
- الإيمان بأن الله تعالى هو من يحيي ويميت.
- العودة بالدعاء إلى الله سبحانه و تعالى في كل شيء.
- الإيمان بالآيات القرآنية التي تدل على التوحيد وهي (أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون).
الاعتراف بالأحاديث الشريفة التي تدل على أن كل شيء في الحياة بيد الله سبحانه و تعالى مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت عل على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك).
تعرف على أركان التوحيد
يعتمد التوحيد في الإسلام على ثلاثة أركان وهي:
- الاعتقاد: ويبدأ توحيد المسلم به فيجب الاعتقاد بالله بالقلب والإيمان به عن قناعة نابعة من الصميم.
- القول: أي قيام المسلم بنطق التوحيد بصوته علنًا وترديده باستمرار.
- العمل: وهو تطبيق ما أمر به الله تعالى والابتعاد عن ما نهى عنه، فمن لم يحقق الأركان الثلاثة لن يكون مسلمًا ومن أقر بتوحيده علنًا وكفر في باطنه فاعتبر كافرًا.
كما هو معروفٌ للجميع أن فطرة الإنسان الصحيحة والسليمة تجذب ما فيه الفائدة وتميل إلى أي مصدر يُشعر الإنسان بالأمان والاطمئنان. لهذا نرى نفس المؤمن متلهفة دومًا إلى التواصل مع الله تعالى باستمرار من خلال التوحيد في الليل والنهار. ويبقى التوكل على الله هو الأهم في هذه الحياة.