انطلاقاً من الأهمية الطبية والإنسانية للتبرع بالدم، أولت المملكة العربية السعودية _من خلال وزارة الصحة والمؤسسات التابعة لها_ التبرع بالدم اهتمامًا كبيرًا. حيث شجعت مواطنيها على القيام به. وحددت شروط التبرع بالدم، المتفق عليها عالميًا، والمتطلبات والضوابط اللازمة لذلك. بما يحقق الفائدة المثلى لكل من المتبرِّع بالدم، والمتبرَّع له على حد سواء.
مفهوم التبرع بالدم
يعتبر التبرع بالدم إجراءً طبيًا مهمًا. وهو عملية نقل الدم، أو أحد مكوناته (كريات الدم الحمراء، البيضاء، البلازما، والصفائح الدموية)، من شخص معافًى إلى شخص محتاج من أجل إنقاذ حياته. ولا تتم عملية نقل الدم إلا بعد التأكد من التوافق بين دم المعطي ودم الآخذ، وفقًا لنظام RH (عامل ريزيوس)، ونظام ABO (حيث يعتبر صاحب الزمرة “AB” آخذًا عامًا، وصاحب الزمرة “O” معطيًا عامًا).
أهمية التبرع بالدم
للتبرع بالدم الكثير من الفوائد، لكل من المتبِّرع والمتبَّرع له.
أهمية التبرع بالدم للمتبَّرع له:
للتبرع بالدم بعد إنساني، فهو يسهم بإنقاذ الأرواح. حيث يحتاج الملايين من الأشخاص سنويًا إلى الدم أو إلى أحد مكوناته. كما في هذه الحالات:
- أثناء خضوع المريض لعملية جراحية، قد يحتاج إلى كميات كبيرة من الدم، لتعويض الدم المفقود. كما في عمليات القلب، وعمليات زراعة الأعضاء. أو في حال تعرضه لحادث ما، سبّب حدوث نزيف حاد عند المريض.
- قد تحتاج السيدات الحوامل إلى الدم. وذلك في حال حدوث مضاعفات للحمل، والتي من الممكن أن تؤدي إلى نزيف قبل عملية الولادة، أو أثناء إجراء العملية، أو بعدها حتى.
- يحتاج الشخص إلى الدم في حال كان مصابًا بأمراض الدم.
- يحتاج بعض مرضى السرطان أيضًا إلى الدم.
كما أن التبرع بالدم له فوائد عديدة للشخص المتبرِّع، نذكر أهمها:
- بعد أن يقوم الشخص بالتبرع بالدم، يقوم جسمه بتعويض الدم. حيث يزداد نشاط نقي العظم، الذي يقوم بإنتاج كريات دم جديدة.
- التبرع بالدم يؤدي إلى انخفاض نسبة الحديد الموجود في دم المتبرع، وهو أمر في غاية الأهمية. لأن ارتفاع نسبة الحديد في الدم قد يؤدي إلى حدوث أمراض القلب، أو انسداد في الشرايين.
- أثبتت الدراسات العلمية أن قيام الشخص بالتبرع بالدم، لمرة واحدة على الأقل في العام؛ يقلل من احتمال الإصابة بسرطان الدم، وأمراض الدورة الدموية.
- يسهم التبرع بالدم في تنشيط الدورة الدموية عند المتبرِّع.
شروط التبرع بالدم في السعودية
حددت وزارة الصحة السعودية شروط التبرع بالدم الواجب توافرها في الشخص، حتى يسمح له بالتبرع. وهي:
- يجب أن يتمتع المتبرع بحالة صحية جيدة. فلا يجوز له التبرع بالدم إذا كان يعاني من أمراض مرتبطة بالعدوى، مثل الحمى، أو السعال المصحوب بالبلغم.
- أن يتراوح عمر المتبرِّع بين (18-65) سنةً.
- الحد الأدنى لوزن المتبرِّع هو 50 كيلوغرامًا.
- يجب أن تكون نسبة خضاب الدم (الهيموغلوبين) عند المتبرعين الرجال بين (14- 17) غرامًا، و عند المتبرعين النساء بين (12- 14) غرامًا.
- يجب ألا تتجاوز درجة حرارة المتبرع 37 درجةً مئويةً، حتى يسمح له بالتبرع.
- انتظام ضربات قلب المتبرع. أي أن يكون عددها بين (50- 100) ضربةً في الدقيقة.
- تم تحديد مدة ثمانية أسابيع، كحد أدنى للفترة الفاصلة بين تبرعين متتاليين. شريطة ألا تتجاوز مرات التبرع بالدم خمس مرات في العام الواحد.
حالات لا يسمح لها بالتبرع بالدم
أعلنت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية عن الحالات التي لا يجوز لها التبرع بالدم، نظرًا لكونها تخالف الشروط المذكورة أعلاه. هذه الحالات هي:
- الأشخاص دون 18 سنةً.
- الإصابة بأمراض معدية (كالإيدز، داء الزهري، الملاريا، والتهاب الكبد نمط “ب” و”ج”).
- الإصابة بأمراض الدم.
- الإصابة بفقر دم حاد.
متطلبات التبرع بالدم في السعودية
عند التبرع بالدم، يجب أخذ المتطلبات التالية بعين الاعتبار:
- إحضار البطاقة الشخصية للمواطنين، أو بطاقة الإقامة للوافدين.
- حد العمر الأدنى وهو 18 سنةً.
- حد الوزن الأدنى وهو 50 كيلوغراماً.
- نسبة خضاب الدم أعلى من 5.
- يستغرق الإجراء كاملًا حوالي 45 دقيقةً، وبعد قيام الشخص بالتبرع يجدر به الاستلقاء على سرير لمدة 5 دقائق. وبعد التأكد من حالته الصحية من قبل الكادر الطبي المتخصص؛ يسمح له بالجلوس، ويتم إعطاؤه وجبةً صغيرةً (عصير وبسكويت).
ختامًا، يعتبر التبرع بالدم في المملكة العربية السعودية عملًا إنسانيًا تطوعيًا، وتسعى وزارة الصحة إلى نشر الوعي الطبي. من خلال البرامج والنشرات التثقيفية التي تهدف إلى تعزيز الثقافة الصحية لدى المواطنين، حول أهمية التبرع بالدم وفوائده العديدة.