للأسف يسبب التّقدم بالعمر تآكل في المفاصل ويشمل جميع المفاصل وليس الرّكبتين والوركين فقط، بل تصيب العمود الفقري أيضا. فمن المعروف أنّ العمود الفقري يتألف من عدّة عظام تُدعى الفقرات تترتب فوق بعضها البعض. يفصل بين هذه الفقرات أقراص دائريّة لزجة من الدّاخل وصُلبة من الخارج تسمح للفقرات بالانحناء والثّني ومهمتها أيضا منع احتكاك الفقرات مع بعضها وامتصاص الصدمات. ولكن ومع مرور الوقت تبدأ هذه الأقراص بالتآكل مما يؤدي إلى تسرب المادة اللزجة التّي توجد بداخلها، مما يؤدي إلى حدوث الألم والاحساس بالتّنميل. وهذا مايعرف بمرض الديسك أو انزلاق الفقرات. ومن الممكن الإصابة بالديسك في أي فقرة من فقرات العمود الفقري. بدءًا من الرّقبة وانتهاءً بأسفل العمود. ولا يعرف السّبب الحقيق لهذا التّآكل فهو مزيج من عدة عوامل منها الوراثيّة ورفع أشياء ثقيلة أو بسبب إصابة في العمود الفقري. ماهي أعراض مرض الديسك وطرق الوقاية والعلاج؟
أسباب الإصابة بمرض الديسك
- بسبب التقدم بالعمر تجف المادة اللزجة الموجودة داخل الأقراص التّي تفصل بين الفقرات فتصبح هذه الأقراص رقيقة ومسطحة وتقل قدرتها على تحمل الصدمات.
- تمزق الطّبقة الخارجيّة للقرص الموجود بين الفقرات مما يسبب تسرب المادة السّائلة الموجودة داخلها، فينتفخ القرص وينكسر.
- الأعمال اليوميّة الشّاقة التّي تسبب ضغط على العمود الفقري بالإضافة إلى الإصابات البسيطة حتّى لو كانت عرضّية وغير ملحوظة لكنها عوامل تؤدي إلى تلف الأقراص في العمود الفقري.
- السّمنة الزّائدة تعتبر من أبرز مسببات الدّيسك لأنّ الدّهون المتراكمة تضغط على فقرات العمود الفقري.
- حمل أوزان ثقيلة بشكل متكرر ولمسافات طويلة.
- قلّة الحركة وعدم ممارسة الرّياضة.
- الانحناء بشكل خاطئ أو القيام بحركات خاطئة.
أعراض الإصابة بمرض الديسك
تختلف أعراض مرض الديسك وحدته من شخص إلى آخر، ولكن تتمثل أعراض الديسك بشكل عام بالأعراض التّالية:
- حدوث تشنجات في منطقة الظهر أثناء النّوم.
- الشّعور بالألم في منطقة العمود الفقري خصوصًا عند الاستلقاء.
- شعور بألم في اليدين أو القدمين.
- ضعف عام في عضلات الجسم بدون وجود سبب واضح.
- شعور بحرقة وألم ووخز مكان الإصابة بالديسك.
- ألم في منطقة الظهر يزداد بعد الوقوف أو الجلوس لوقت طويل أو الانحناء أو رفع أغراض عن الأرض.
- الاحساس بالتّعب وعدم القدرة على المشي.
العلاج الدّوائي لمرض الديسك
عند تشخيص حالة مرض الديسك يعمل الطّبيب المعالج كخطوة أولى إلى معالجة الحالة بعيدًا عن العمل الجراحي، فيركز الطبيب على منع تفاقم حالة انزلاق الحلقات، ويتمّ ذلك من خلال الرّاحة التّامة في الفراش لمدة تتراوح بين شهر إلى شهرين، مع وصف الأدوية المسكنة للألم. وبعد انتهاء هذه المرحلة يمكن اللجوء إلى العلاج الفيزيائيّ من أجل تقوية العضلات وتخفيف التشنجات الحاصلة فيها بالإضافة إلى تسكين الألم.
وبعد شفاء المريض يتم تنبيهه على السّلوكيات الخاطئة التّي أدت إلى إصابته.
علاج الديسك بالرياضة
أثبتت الرّياضة قدرتها على شفاء العديد من الأمراض ومن ضمنها مرض الديسك، فهي تعمل على تقوية العضلات وتحسين اللياقة العامة كما أنّها تساعد على استقرار العمود الفقري وتخفيف الضغط عليه. ولكن يجب عدم اجهاد الجسم بالتّمارين الرّياضيّة وتنفيذ الموصى بها فقط. ومن أهم التّمارين التّي تساعد في علاج الديسك:
- الاستلقاء على الظهر ووضع القدمين على الأرض ومن ثم الضغط بمنطقة أسفل الظّهر على الأرض لمدّة 5ثواني، ثم رفع الأرداف بوضعية الجسر مع مراعاة عدم رفع المنطقة كثيراً، وتقريب الركبتين من بعضمها البعض ومن ثم ابعادها، تكرار هذا الحركة لثماني مرات، وإعادة الأرداف إلى الأرض بهدوء.
- الاستلقاء على الظهر وثني احدى القدمين ووضع اليدين خلف ركبة مع تقريب القدم إلى الصّدر والعد حتى العشرة، ومن ثمّ تبديل القدم إلى القدم الأخرى.
- الجلوس على كرسي والظهر مشدود ووضع قدم على الأرض وفرد القدم الأخرى مع رفع مشط القدم المفرودة وارتكازها على الكعب ومن ثم إمالة الظهر نحو الأمام مع التّأكيد على شدّ الظهر والبقاء على هذه الوضعية لمدة ثلاثين ثانية ثم التّبديل إلى القدم الأخرى.
علاج الدّيسك بالعمل الجراحي
في حال لم يستجيب المريض للعلاج المنزلي لمدة 3 أشهر، واستمر الألم الناجم عن انضغاط العصب بالقرص المنزلق شديداً واستمر على إعاقة المريض عن ممارسة حياته المهنية والأنشطة اليومية، لابدّ من اللجوء إلى العمل الجراحيّ. ويختلف العمل الجراحي باختلاف حالة المريض ونذكر ممن هذه العمليات:
- جراحة اندماج العمود الفقري: يمكن إجراء هذه العملية في أي جزء من العمود الفقري لكنّه يتم إجراءها بشكل كبير في منطقة الرقبة وأسفل الظّهر كونها أكثر المناطق المتحركة في العمود الفقري. يتمّ دمج فقرتين مع بعضهما البعض مما يؤدي إلى ثبات العمود الفقري.
- عملية استئصال القرص: يتم في هذه العملية إزالة جزء من القرص الضاغط على العصب مما يؤدي إلى تخفيف الضغط عليه وبالتّالي تقليل الألم. وهي من أكثر العمليات شيوعًا وتحتاج إلى تخدير المريض تخديراً عامًا وتعتبر عملية آمنة لكن من الممكن أن يرافقها بعض المخاطر مثل تصريف السّائل الشّوكي أو حدوث نزيف أثناء العملية أو إصابة الأوعية الدّموية أو الأعصاب المحيطة بالفرص بالضرر.
نصائح لمرضى الديسك
- اتخاذ وضعيات مريحة في المنزل وعدم التحرك إلّا للضرورة.
- ممارسة التّمارين الرّياضيّة بانتظام وعدم الإجهاد أو الضغط على العمود الفقري أثناء ممارستها.
- النهوض من السّرير والعودة إليه بطريقة سليمة وصحيحة.
- الحفاظ على وزن مثالي.
- تجنب الجلوس بنفس الوضعية لفترات طويلة.
- النوم بطريقة صحيّة وعلى سرير مريح.
- تجنّب رفع الأوزان الثقيلة وعند الضرورة رفعها بطريقة صحيحة وآمنة دون أن تؤثر على العمود الفقري.
على الرّغم من شيوع الإصابة بالديسك أو ما يسمى انزلاق الأقراص فإنّ ذلك لا يدعو للقلق عند الكشف عن المرض مبكراً، أمّا في حال عدم العلاج فقد يتطوّر الأمر إلى أذيّة جسديّة دائمة قد تصل إلى عجز دائم في الطّرف المصاب.
لذلك يجب عند ملاحظة أي عارض من الأعراض السابقة مراجعة الطبيب من أجل الحصول على تشخيص مبكر لإصابة.