موضوع تعبير عن ناقة صالح ما هي ناقة الله

ناقة صالح من المعجزات الإلهية العظيمة التي أرسلها الله تعالى ليبرهن لقوم صالح مكانة وكرامة النبي صالح، وأن ما يقومون به من أفعال وأعمال باطلة ستوصلهم للهلاك كما أصاب غيرهم من الأقوام السابقة، الذين كانوا من الكفار الجاهلين ونكروا معجزة الأنبياء والرسل الذين جاؤوا بأنبل الرسائل والفضائل.

فسيدنا محمد جاء بالقرآن وسيدنا موسى تكلم وهو في المهد وسيدنا عيسى أحيا الموتى. جميعها معجزات أراد الله بها إظهار الحق وسحق الباطل. فما هي قصة سيدنا صالح؟ ما هي ناقة الله؟ من هم قوم صالح وماذا حدث؟ جميعها معلومات مفيدة سنتعرف عليها في هذه المقال الممتع.

رسالة النبي صالح

كان النبي صالح عليه السلام قد جاء برسالة نبيلة تدعو إلى الإيمان وتوحيد الله عز وجل والابتعاد عن الكفر والشرك. كما كان يذكرهم دومًا بعمل الخير والتحلي بالصفات الجميلة والابتعاد عن كل ما هو سيء. بالإضافة للإكثار من الحمد والشكر على نعم الله عز وجل وعدم نكران نعمه وخيراته حتى لا تزول ويعم الفقر والشر عليهم، ويغرقون في الظلمات كما حدث لغيرهم من الأقوام السابقة الذين كفروا بالله تعالى وعوقبوا أشد عقاب.

من هم قوم صالح

ظل النَّبي صالح عليه السلام يدعوا قومه إلى الإيمان بالله والابتعاد عن الشرك والكفر. فطلبوا منه أن يخرج لهم ناقة وهي عشراء حامل ويخرجها من الصخرة التي اختاروها هم حتى يصدقوا ويسلموا برسالته. وبالفعل لبى الله عز وجل طلب سيدنا صالح وبعث لقومه ناقة الله التي أخرجها وهي حامل بمولودها من الصخرة التي حددوها. ومع ذلك لم يصدقوا بوعدهم له فقد أذوا الناقة وابنها وأذو سيدنا صالح وأذو أنفسهم وكانوا من الضالين.

ما هي ناقة صالح

ما هي ناقة صالح
ما هي ناقة صالح

أخرج الله الناقة من الصخرة ليثبت صدق كلام سيدنا صالح أمام قومه ليؤمنوا به. وتكريمًا لها لقبها الله بناقة الله ورد اسمها في قوله تعالى {وَيَا قَوْمِ هذه نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّه}. وكانت المعجزة عند بعث هذه ناقة صالح أنَّها كانت قادرة على الشرب خلال يوم واحد ما يعادل ما يشربه جميع مخلوقات قوم ثمود. فالمعجزة هي أن الله تعالى قد منحها يومًا خاصًا بها للشرب ويومًا خاصًا لقوم ثمود. وعندما تحلب الحليب في يوم شربها كان حليبها يكفي القوم جميعًا. فالإعجاز في الناقة كانت أنَّها خُلقت خلال ساعة محددة ومن صخرةٍ من دون ذكرٍ وأنثى.

كان لسيدنا صالح طلب حقيقي و وعظيم من قومه ألا وهو حماية الناقة والحفاظ عليها وعدم مسها بأذى. فلا يضربوها ولا يجرحوها ولا يمنعوا عنها الطعام والشراب وإلا سحل عليهم عذاب أليم، كما حل بغيرهم من الكفار، قال تعالى: {وَيَا قَوْمِ هذه نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}.

من قاتل الناقة

على الرغم من الخير الذي عم على القوم من وجود الناقة. وبالرغم أيضًا من تحذيرات سيدنا صالح وطلبه منهم بحماية الناقة، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين كانوا متضررين من وجود الناقة. ومن هؤلاء الأشخاص امرأة تدعى أم غنمة كانت تملك أغنام وأموال كثيرة. كما كان لها بنات جدًا جميلات فقامت بعرض الزواج من إحدى بناتها لمن يقبل بقتل الناقة. فكان القاتل هو قدار بن سالف وهو شخص سيء جدًا.

كما كان هناك امرأة أخرى هي صدقة بنت المختار. كانت شديدة الجمال وثرية أيضًا عرضت الزواج على مصدع بن مهزج مقابل أن يؤذي الناقة ويقتلها. فقام هؤلاء الكفرة بتحريض القوم على ضرب الناقة وقتلها ثم ذبحها وأكلها على الرغم من تحذير النبي صالح لهم بعدم المساس بناقة صالح.

ابن ناقة صالح

بعد قتل القوم الناقة أرادوا أن يقتلوا ابنها وأكله لكن أمر الله أتى وحال بينهم وبينه، وانشقت الصخرة ودخل ابن الناقة فيها، ولكن النبي صالح حذرهم أن هناك عقاب شديد سيأتي عليهم بعد ثلاثة أيام، ولكنهم زادوا في كفرهم وضلالهم إلا أن جاء عقاب الله وخسروا كل نعم الله عليهم وغرقوا في ضلالهم وظلمهم.

ناقة الله في القرآن

ذكرت ناقة الله ولقبت بناقة الله لما لها من مكانة عند الله. ومن الآيات الكريمة التي ورد بها ما يدل على ناقة صالح قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} وقوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هذه نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}. جميعها آيات تدل على مكانة الناقة عند الله ومحاولة سيدنا صالح هداية وإرشاد قومه إلى طريق الحق لكنه طغوا وكفروا وظلموا أنفسهم.

موطن ناقة صالح

ظهرت الناقة في منطقة الحجر في مدائن صالح في الجهة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية قرب الحدود الأردنية. في المنطقة بين المدينة المنورة ومنطقة تبوك، شمالي محافظة العلا. هناك كان قوم سيدنا صالح وظهرت المعجزة التي أرسلها الله على يد سيدنا صالح لهداية قومه، ولكنهم لم يهتدوا بل زاد كفرهم وباطلهم.

العبرة من قصة ناقة الله

بعد قراءة قصة سيدنا صالح وما حدث بينه وبين قومه وماذا حل بناقة صالح نستنتج نقاط مهمة جدًا وهي:

  • أمانة وإخلاص سيدنا صالح في نقل رسالة رب العالمين.
  • كما يجب الإصرار على هداية قومه بالرغم من كذبهم وسيرهم في طرق الضلال، إلا أنه اتبع معهم شتى الوسائل والأساليب.
  • وأيضُا يجب علينا أن لا نتأثر بالأشخاص الذين يتبعون الطريق الخطأ ويكفرون ويشركون بالله. يجب أن نرشد وننصح ونصلح ما استطعنا.
  • كما أن الإيمان الثابت والقوي بالله تعالى، وعدم الزعزعة والتأثر بالمحيط والأخطاء على العكس يجب أن نؤثر بشكل إيجابي.
  • أيضًا اتباع أساليب منطقية لإيصال الفكرة بطريقة تناسب الجميع.
  • كما يجب حمد الله دومًا على كل النعم التي رزقنا بها الله حتى تدوم ولا نخسره.

 

وفي النهاية هذه القصة الرائعة والممتعة عن ناقة صالح تعبر عن الكثير من الأفكار التي قد نراها أمامنا بأشكال مختلفة. الأكيد أنه لا بد من الابتعاد عن طريق الخطأ والفسق والشر واتباع طريق الحق والصلاح، كما يجب أن شكر الله تعالى على نعمة والمحافظة عليها لتدوم ونكون من الفالحين الصالحين.

Scroll to Top