يعتبر الحمل من القرارات الهامة التي تتطلب تخطيطًا جيدًا من الزوجين. لذا قدمنا لك سيدتي مجموعة نصائح مهمة قبل الحمل لكي تستمتعي بتجربة حملٍ مميزةٍ، ولتنجبي مولودًا بصحةٍ جيدةٍ. فبينما يعتبر البعض أن موضوع الحمل لا يتجاوز ظهور الخطين الورديين على جهاز كاشف الحمل، يرى آخرون أن الأمر يتعدى ذلك بكثيرٍ. حيث يعد الاستعداد الجسدي والنفسي من الأمور المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، حتى لا يستنفذ الحمل صحتك، أو يترافق ببعض المشاكل الصحية لك ولجنينك.
ومن المعروف سيدتي أن جسدك سيشكل منزلًا للجنين خلال شهور الحمل التسعة. لذا لا بد أن تحرصي على أن يكون هذا المنزل مثاليًا وفي أفضل حالاته. حيث يشعر جنينك فيه بالراحة، ويحصل على كل ما يلزمه من مغذياتٍ. فتغذيتك الجيدة، وحالتك الصحية والنفسية السليمة من شأنها أن تلعب دورًا فعالًا في تحسين بيئة هذا المنزل. هذا ما حرصنا على تقديمه لك في مقالنا التالي، حيث زودناك بنصائحٍ هامةٍ ستجعلك مستعدةً لهذه التجربة بشكلٍ جيدٍ.
نصائح مهمة قبل الحمل من طبيب النسائية
يعمل طبيب النسائية خلال زيارتك له على إجراء فحصٍ سريريٍ يتأكد من خلاله فيما إذا كانت دورتك منتظمةً. حيث يسهل انتظام الدورة عملية الحمل. كما يتأكد من أنك لا تعانين من أمراضٍ مزمنةٍ من شأنها التأثير على صحتك وصحة جنينك، كأمراض السكري والضغط، وأمراض القلب والشرايين. كذلك يسأل الطبيب عن العمليات الجراحية السابقة كالعمليات القيصرية، وعمليات استئصال الألياف، لأن ذلك قد يستدعي إجراء عملياتٍ قيصريةٍ خلال الحمل القادم. ثم يستفسر عن المشاكل التي صادفتها في حملك السابق، والتي يمكن أن تتكرر في هذا الحمل، كتسمم الحمل مثلًا. ثم يسأل عن عاداتك الغذائية، وعاداتك الصحية، ويوجهك إلى السلوك الصحي السليم.
يمكن أن يطلب طبيبك في بعض الأحيان إجراء فحوصٍ كاملةٍ للرئتين، والقلب، والبطن، والحوض للتأكد من سلامتها. كما قد يطلب إجراء فحوصاتٍ مخبريةٍ أساسيةٍ للتأكد من عدم وجود أمراضٍ معديةٍ كالجدري، والحصبة، والتهابات الكبد الوبائية. وبناءً على هذه التقييمات يوجهك الطبيب باتجاه الحمل، أو باتجاه حل المشاكل قبل ذلك.
إيقاف استخدام موانع الحمل
إذا كنت سيدتي تستخدمين أحد وسائل منع الحمل فمن البديهي إيقافها جميعًا عند الرغبة بحدوث الحمل. فلتوقفي تناول حبوب منع الحمل، أو اذهبي إلى الطبيب لإزالة اللولب إذا كنتي تستخدمينه. وسوف تعود الدورة في غضون أسبوعين، إلا أن طبيعتها قد تختلف عما كانت لديك سابقًا، من حيث مدتها، وتدفق الدم. وهذا لا يؤثر على موضوع الحمل. إذ يمكنك المحاولة بالحمل مجددًا بمجرد انتظامها.
الإقلاع عن التدخين قبل الحمل
يقلل التدخين من خصوبة المرأة، كما يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية لها ولجنينها بما في ذلك الولادة المبكرة، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ، والإجهاض التلقائي، ناهيك عن مشاكل التنفس خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل. ومن الأفضل لك سيدتي أن تبدئي بالإقلاع عند التدخين قبل الحمل، وإذا واجهتي بعض الصعوبات، فيمكنك الحصول على الدعم من مقدم الرعاية الصحية. مع الانتباه إلى أن الدخان المنبعث من سجائر الأخرين يضر بك وبصحة طفلك أيضًا، لذا يجب الطلب من الشريك، أو الأهل والأصدقاء عدم التدخين بالقرب منك.
اتباع نظام غذائي متوازن
لا بد قبل الحمل من اتباع نظام غذاءٍ صحيٍ متوازنٍ يمنح جسمك كل ما يحتاجه من عناصرٍ غذائيةٍ تحميه من الإصابة بسوء التغذية، أو فقر الدم، وتجعل منه جسمًا قويًا مهيأً للحمل. والطريقة الأفضل لذلك هي تناولك أطعمةً متنوعةً غنيةً بالمغذيات كالحليب ومشتقاته، واللحوم، والبقوليات، والفواكه، والخضار، وكمياتٍ قليلةٍ من الدهون الصحية غير المشبعة. حيث يضمن هذا النظام الغذائي حصول جسمك على ما يحتاجه من فيتاميناتٍ ومعادنٍ صحيةٍ كالكالسيوم والحديد الهامين لصحتك وصحة جنينك. كما يجب الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المضرة كالمعجنات والمشروبات الغازية.
تقليل استهلاك الكافيين قبل الحمل
يزيد تناول المرأة للمشروبات والأطعمة الغنية بالكافيين من خطر حدوث الإجهاض، كما أن تركه بشكلٍ فجائي قد يسبب ما يعرف بأعراض الانسحاب، والتي من المؤكد أنك لا تفضلين ظهورها أثناء الحمل. لذا ندعوك سيدتي إلى العمل على تقليل مشروبات الكافيين بشكلٍ تدريجيٍ وقبل الحمل إلى ما دون مئتي ميللي غرام كافيين يوميًا.
الابتعاد عن المشروبات الكحولية
يؤدي تناول المشروبات الكحولية بكثرة إلى انخفاض معدل الخصوبة عند كلٍ من الرجل والمرأة، لذا يجب عليك سيدتي إيقاف تعاطي المشروبات الكحولية، وتوجيه الشريك إلى الامتناع عنها في حال كنتما ترغبان بالإنجاب. كذلك يجب أن تتجنبي هذه المشروبات خلال فترة الحمل والإرضاع، لأن التعرض المفرط للكحول يؤثر على نمو الطفل.
التحكم بالوزن قبل الحمل
أثبتت الدراسات أن وزن الطفل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوزن والدته قبل الحمل، فالنساء ذوات الوزن المنخفض عادةً ما يلدن أطفالًا ذي أوزانٍ منخفضةٍ، حتى ولو كانت زيادتهن خلال فترة الحمل مساويةً للنساء ذوات الوزن الطبيعي. في حين تعاني النساء ذوات الوزن الزائد من خطر الإصابة بعدة مشاكلٍ كسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم. لذا يجب أن يكون وزنك في حدوده الطبيعية قبل التخطيط للحمل، حيث يمكنك زيادة وزنك عن طريق زيادة السعرات الحرارية التي تحصلين عليها من خلال تناول كميةٍ إضافيةٍ من الفواكه والخضار والحبوب الكاملة، والحليب، واللحوم. في حين يمكنك إنقاصه بإنقاص السعرات الحرارية من خلال تناول أطعمةٍ قليلة الدهون، وخاليةٍ من السكريات.
ممارسة التمارين الرياضية قبل الحمل
تعتبر رياضة المشي، وركوب الدراجة، والسباحة من التمارين الرياضية التي ينصح بها قبل الحمل بما لا يقل عن شهرٍ، ولكن بشكلٍ معتدلٍ بمعدل ثلاثين دقيقة يوميًا. حيث تساعدك هذه التمارين المعتدلة في تحمل الإجهادات التي ستتعرضين لها في فترة الحمل مثل آلام الظهر، والضغط على العمود الفقري الناتجين عن زيادة الوزن. كما أن هناك بعض التمارين الخاصة التي تساعدك في تخفيف آلام المخاض، وتنظيم التنفس أثناء الولادة. أما النشاطات العضلية المكثفة والمجهدة، فيجب الابتعاد عنها، إذ أنها تتسبب بانخفاض فرص الإباضة.
تحضير ميزانية للطفل قبل الحمل
ابدئي بادخار بعض المال من أجل الطفل قبل الحمل بعدة شهورٍ. حيث أن هناك الكثير من المصاريف التي تلوح في الأفق كمصاريف متابعة الحمل عند الطبيب، ومصاريف ملابس واحتياجات الطفل، إضافةً إلى مصاريف الولادة. لذا حددي المتطلبات الأساسية، ونظمي احتياجاتك، وضعي خطةً ماليةً للدخل والمصاريف.
فيتامينات ما قبل الحمل
هناك مجموعة من الفيتامينات التي تعزز من فرص حدوث الحمل، إضافة إلى فوائدها بعد الحمل على المرأة الحامل وجنينها، ونذكر من هذه الفيتامينات:
- فيتامين B9: أو ما يعرف بحمض الفوليك، يعمل على تنظيم مستويات الهوموسيستين في الدم، وهذا ما يعزز من فرص الإخصاب. كما يساهم في حماية الجنين من التشوهات. ويتواجد الفيتامين بكثرةٍ في الخضروات الورقية، والفاصولياء الحمراء، والأفوكادو، أو على شكل أقراصٍ دوائيةٍ.
- فيتامين C: يساعد فيتامين C في ضبط مستويات التوازن الهرموني في الجسم، ويساعد في الحفاظ على صحة الحيوانات المنوية للرجل، مما يعزز فرص تخصيب البويضة. يتوافر الفيتامين بكثرةٍ في البرتقال، والليمون، والتوت، إضافةً إلى أقراصٍ دوائيةٍ أيضًا.
- فيتامين E: يساعد هذا الفيتامين في تنظيم الدورة الشهرية للمرأة، وفي الحفاظ على صحة الحيوانات للرجل، وبالتالي يعزز من فرص الإنجاب. ويتواجد الفيتامين بكثرةٍ في السبانخ، واللوز، واللفت الأخضر، والأفوكادو.
- فيتامين D: يساعد فيتامين D في تثبيت الكلس على العظام، حيث تعد عظام الأم ومفاصلها من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها عند تحضير الجسم للحمل. كما يساعد توافر هذا الفيتامين في حماية الجنين من الكساح أو هشاشة العظم. ويمكن الحصول على هذا الفيتامين بتناول البيض، والفطر، والسمك، أو من خلال التعرض لأشعة الشمس لمدة خمسة عشر دقيقةٍ يوميًا.