هل هناك عمر محدد للخضوع لعلاج الإخصاب خارج الجسم

انتشرت في الآونة الأخيرة تقنية الإخصاب خارج الجسم بكثرة بهدف الإنجاب، حيث يلجأ الزوجان إليها في الحالات التي تكون فيها أنابيب فالوب مغلقةً أو تالفةً نتيجة التصاقات أو التهابات في الحوض، لكن هل هناك عمر محدد للخضوع لعلاج الإخصاب خارج الجسم؟ في الإخصاب تدمج أمشاج الذكور أي الحيوانات المنوية والإناث أي البويضة لتكوين كائن جديد. حيث تندمج معًا خلال التكاثر الجنسي حتى يحدث الانشطار الثنائي.
تستمر دورة الإخصاب خارج الجسم من 21 إلى 25 يومًا وتكون على عدة مراحل. فالإخصاب خارج الجسم هو الخيار الأفضل للسيدات اللواتي لا يستجبن لعلاج العقم أو لديهن مشكلة بمخزون البويضات. إلا أن فرص إنجاب طفل سليم باستخدام تقنية الإخصاب الخارجي يعتمد على عدة عوامل من أهمها العمر وسبب العقم. هل هناك من عمر محدد للخضوع لعلاج الإخصاب خارج الجسم؟ سنتناول الإجابة الكاملة عن ذلك في المقال التالي.

مراحل عملية الإخصاب خارج الجسم

تمر عملية الإخصاب خارج الجسم بأربع مراحل، تكون على الشكل الآتي:

  1. تحفيز المبيض: تستغرق من 8 حتى 14 يومًا. حيث يصف الطبيب في تلك المرحلة الأدوية التي تزيد من مستوى هرمون “FSH” و “LH” المنشطة للمبيضين لإنتاج المزيد من البيوض. في أغلب الحالات ينشط المبيض بطريقة الحقن في جسم السيدة مرةً واحدةً أو مرتين أثناء الدورة وفقًا للظروف الصحية للمرأة.
  2. سحب البويضات من المبيض: تسحب البويضات في العيادة أو المستشفى من خلال تقنية إبرة سحب من المبيض عن طريق التوجيه باستخدام الموجات فوق الصوتية. تستهلك من الوقت هذه الخطوة نصف الساعة تقريبًا، ففي حال استخدام الحيوانات المنوية الطازجة. يجب إنتاج عينات من تلك الحيوانات في صباح اليوم التالي لسحب البويضة.
  3. مرحلة الإخصاب: في هذه المرحلة توضع الحيوانات المنوية والبويضات في أنبوب وتدمج حتى يتمكن الحيوان المنوي من تخصيب البويضة وتشكيل الجنين، يحافظ الطبيب على البويضات الملقحة لفترة من 5-6 أيام لدراسة ظروف تشكيل الجنين.
  4. مرحلة إعادة الأجنة: تنقل الأجنة إلى الرحم في المرحلة الأخيرة، وتستغرق العملية خمسة دقائق فقط دون الحاجة إلى التخدير، ومن ثم بعد 12 يومًا من عملية الحقن تجري المريضة اختبار الدم لمعرفة فيما إذا حدث الحمل أو لا.

الحالات المرشحة للعلاج بطريقة الإخصاب خارج الجسم

في بعض الحالات التي يتعثر فيها حدوث الحمل بطريقة طبيعية، يلجأ الزوجان إلى تقنية الإخصاب خارج الجسم، حيث يكون خيار الإخصاب متاحًا في عدة حالات من أهمها:

  • تلف قناة فالوب أو انسدادها: في هذه الحالة يكون من الصعب تخصيب البويضة وانتقال الجنين إلى الرحم.
  • اضطرابات التبويض: فإذا كان التبويض قليل جدًا، فإن فرصة تلقيح البويضة تكون قليلةً أو شبه معدومة.
  • انتباذ بطاني رحمي: تحصل تلك الحالة عند انغراس أنسجة الرحم ونموها خارجه، ما يؤدي إلى التأثير على عمل المبيض والرحم وقناتي فالوب.
  • التعقيم البوقي السابق أو الاستئصال: نتوجه للإخصاب الخارجي في هذه الحالة إذا أجريت سابقًا عملية ربط للبوق.
  • الأورام الليفية الرحمية: وهي أورام حميدة منتشرة لدى النساء في عمر الثلاثينيات والأربعينيات، حيث تتداخل الأورام الليفية مع وضع البويضة المخصبة.
  • ضعف إنتاج الحيوانات المنوية: عندما يكون إنتاج الحيوانات المنوية ضعيفًا أو متوسطًا، ويوجد تشوه في أشكالها يؤدي ذلك إلى صعوبة تخصيب البويضة.
  • العقم غير المبرر: أي عدم وجود سبب للعقم.
  • الاضطراب الوراثي: في حال وجود خطورة بتوريث اضطراب وراثي  للطفل، يفضل إجراء اختبار وراثي قبل زراعة الجنين، حيث تفحص البويضات بعد تخصيبها للبحث عن المشكلات الوراثية.

العمر المحدد للخضوع لعلاج الإخصاب خارج الجسم

تختلف الحالة من امرأة إلى أخرى، فلا يوجد عمر محدد لتلقي علاج الإخصاب خارج الجسم، حيث تعتمد آلية العلاج على إذا ما كانت المرأة لا تزال تنتج البويضات، فبعض النساء يصلن لمرحلة انقطاع الطمث قبل غيرهن، لكن عن طريق إجراء اختبار دم بسيط يمكن معرفة توفر مخزون من البويضات.

 

نصائح لإنجاح عملية الإخصاب الخارجي

  • اختيار الطبيب ومركز أطفال الأنابيب المناسبين: تتوقف معدلات نجاح عملية الإخصاب خارج الجسم على اختيار الطبيب والمركز الملائمين.
  • الامتناع عن الجماع: يساهم الامتناع عن الجماع قبل 3-4 أيام من عملية جمع الحيوانات المنوية، في زيادة عددها ورفع معدلات نجاح الإخصاب.
  • تناول الغذاء الصحي: إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يساهم في زيادة فرص الحمل، كما يحسن الخصوبة ويزيد من عدد البويضات، ومن أهم تلك الأغذية: المكسرات، وزيت الزيتون، والأفوكادو.
  • الابتعاد عن التوتر والإجهاد النفسي: ينعكس التوتر والقلق لدى السيدة سلبًا على جسمها، ما يؤدي إلى التقليل من فرص نجاح التخصيب، لذا ينصح بممارسة تمارين التأمل والتنفس العميق.
  • تجنب المنتجات الحاوية على السكريات والكافيين: فالأطعمة الغنية بالسكريات ترفع مستوى الالتهاب في الجسم وتخفض من مناعته، بالإضافة إلى تأثيرها على مستوى الهرمونات، كما أن التدخين يؤثر على جودة البويضات والحيوانات المنوية وبالتالي التأثير على نمو الجنين.
  • الابتعاد عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة: تخفض التمارين القاسية من خصوبة المرأة، بالإضافة إلى تأثيرها على غرس البويضة المخصبة في الرحم وعدم حصول الحمل.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم: فالنوم المنتظم لمدة ثماني ساعات يوميًا، يساهم في تنظيم هرمون الميلاتونين في الجسم المسؤول عن الصحة الجسدية والنفسية ما يرفع من فرص نجاح عملية الإخصاب.
  • المحافظة على وزن مناسب: حيث تؤدي السمنة أو النحافة إلى صعوبة حدوث الحمل، لذلك لا بد من اتباع نظام غذائي صحي للحصول على وزن مناسب لرفع معدلان نجاح التخصيب.

لم تعد مشكلة العقم تشكل عائقًا نفسيًا في ظل التقدم العلمي التكنولوجي، فقد أصبحت الحلول متاحةً كالتخصيب خارج الجسم الذي حل معضلة عدم القدرة على الإنجاب التي تبدد سعدة الأسرة، وهكذا نكون قدمنا المعلومات المفصلة عن تقنية الإخصاب خارج الجسم.

Scroll to Top