كيف ينتقل مرض البرص، يعرف مرض البرص (المهق) بأنه حالة وراثية ينعدم فيها الصباغ المسؤول عن لون الشعر والجلد والعين بسبب عيب في أنزيم تيروزيناز المسؤول عن إنتاج الميلانين، يتميّز المرضى المصابون بالبرص بمظهر فريد شاحب فيكون الجلد أبيض ناصع والشعر بدون لون والعينان بدون صباغ، يمكن أن يصيب البرص جميع الأجناس والأعراق في كل أنحاء العالم مع انتشار متزايد في جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية، توجد أنماط متعددة له تختلف عن بعضها بالشيوع والأعضاء المصابة، ويطلق على مرضى البرص أعداء الشمس نظراً لتأثّرهم الكبير بالأشعة الشمسية واختلاف هيئتهم بشكل كبير تحت أشعتها.
أنواع مرض البرص (المهق)
- البرص البصري الجلدي: هو الشكل الشائع لمرض البرص إذ تغيب الصيغة اللونية من الجلد والعين والشعر فيمتلك المصابون بشرة وعينان شاحبتان كثيراً وجلد أبيض اللون، تتدرج شدة الإصابة بهذا النمط في أربعة أنواع رئيسية حيث ينعدم الصباغ في النوع الأول ويكون قليل في النوع الثاني ومتوسط إلى قليل في النوع الثالث (البرص البني) وقليل في النوع الرابع (يشبه النوع الأول وينتشر في اليابان بشكل خاص).
البرص العيني: وهو أقل شيوعاً من النمط الأول بكثير (تبلغ نسبته حوالي 10% من مجموع مرضى البرص)، يؤثر المرض على العينان بشكل خاص بينما يكون لون الشعر والجلد طبيعيان (يحتويان على كمية طبيعية تقريباً من صبغة الميلانين)، يكون لون العين عند مرضى البرص البصري أزرق فاتح في أغلب الحالات بسبب انعدام الصبغة اللونية، بينما يمتلك بعض المرضى عيون حمراء أو وردية بسبب ظهور الاوعية الدموية المشيمية من خلال القزحية الشفافة الفاقدة للون، ومن الجدير بالذكر أن السمع قد يتأثر عند هؤلاء المرضى وقد يتطوّر لديهم صمم أو نقص سمع دائم مع مرور الوقت (الآلية غير معروفة).
طريقة انتقال البرص وأسبابه
يصنّف البرص كمرض وراثي مرتبط بالجينات والطفرات الوراثية ولا يمكن انتقاله من مريض إلى آخر عن طريق العدوى حيث يولد الشخص مصاباً بالمهق نتيجة انتقال المورثات المسؤولة عن المرض من الوالدين إلى أطفالهم، وتتعلق شدّة الإصابة ونمطها بنوع مورثة المرض:
- متماثلة اللواقح أي أن كلا الأبوين مصابين أو يحملان مورثة البرص، وينتج عن هذه الحالة البرص البصري الجلدي (النمط الأكثر شيوعاً وشدةً).
- متخالفة اللواقح أي ان أحد الأبوين مصاب ويحمل مورثة المرض والأب الآخر سليم ويحمل مورثة طبيعية سليمة، وينتج عن هذه الحالة البرص البصري ولا يمكن أن يصاب الطفل بالبرص البصري الجلدي أبداً.
اختلاطات مرض البرص
يعاني أغلب الأشخاص المصابين بالبرص من مشاكل في بصرهم مثل قصر البصر أو طول البصر أو اللابؤرية (ازدواج الرؤية) وبالتالي بقوم معظم المرضى بارتداء النظارات والعدسات اللاصقة لتصحيح عيوب الرؤية لديهم بينما يحتاج بعضهم إلى عمليات جراحية عينية، ويعتبر العمى (فقدان البصر الكلي) من الإصابات النادرة (معدومة تقريباً) عند هؤلاء المرضى، كما أن مرضى البرص لا يستطيعون النظر بشكل مباشر لأشعة الشمس إلا عند ارتداء النظارات الشمسية والعدسات اللاصقة الملونة التي تحمي عيونهم، من الجدير بالذكر أن مرضى البرص معرّضون للإصابة بحروق الشمس بشكل كبير نظراً لعدم امتلاكهم لصباغ الميلانين الذي يلعب دور واقي من أشعة الشمس، كما أنهم في خطر كبير للإصابة بسرطان الجلد لذلك يجب على جميع مرضى البرص استخدام عامل حماية من الشمس وارتداء الملابس التي توفّر حماية كاملة من أشعة الشمس كالقبعات والملابس ذات الأكمام الطويلة.
علاج مرض البرص
يعتبر البرص من الأمراض الوراثية غير القابلة للعلاج لذلك يركّز معظم الأطباء اهتمامهم على معالجة الأعراض المزعجة والمؤثرة على حياة المريض، ومن العلاجات المقترحة:
- علاج الاضطرابات البصرية بشكل محافظ عن طريق استخدام النظارات والعدسات المصححة أو بشكل جراحي عن طريق إجراء جراحة عينية مصححة.
- استخدام واقيات الشمس بشكل مستمر بمعامل حماية 30 أو أعلى والقبعات والقمصان الطويلة، ومحاولة تخفيف التعرّض المباشر لأشعة الشمس.
- صبغ الشعر في محاولة للاندماج مع المجتمع وتحسين الحالة النفسية للمريض.
- الدعم النفسي المستمر من قبل الأهل والأصدقاء واحتواء المريض ومساعدته على تقبّل مرضه.
- فحص سرطان الجلد كل 6-12 شهر نظراً لازدياد خطر التعرّض لهذا النوع من السرطان عند مرضى البرص.
- مراجعة مستشار وراثي إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بالبرص لمعرفة إمكانية وجود المورثة المسؤولة عن البرص لدى المفحوص واحتمال انتقاله إلى الأبناء